وصل يوماً إلى إحدى الجزر وكانت المرة الأولى التي يأتي إليها فوجد السكان في انتظاره على الشاطئ فتعجب وما لبث أن عرف أن شيخاً كانت له موهبة شفاء المرضى وسبق له أن اعتمد قبل ثلاثين سنة وكان ملاكان يعلمانه حقائق الإيمان ولا يراهما أحد غيره. علماه أيضاً كيف يصلي بالروح وبقلب نقي وأعطياه موهبة شفاء المرضى. هذا أنبأه الملاكان قبل سنة من قدوم يوحنا يمجئ مرسل إلى جزيرته.
جهد قديسنا عشر سنوات في عمل بشاري لا يكل حتى لم يعد هناك وثني واحد في كل مقاطعة أو نالاسكا.
من هناك توجه إلى سيتكا حيث كان الهنود المسمون تلانغيت. هؤلاء لم يتمكن المرسلون القدامي من تبيشيرهم لأن كهنة الأوثان عندهم كانوا قد هيجوهم على المرسلين. فلما وصل يوحنا إلى تلك الأنحاء شاءت العناية الإلهية أن يصاب السكان بمرض الجدري. ولما لم يستطع كهنة الأوثان أن يعينوا الشعب بل قضى منهم النصف تحولت أنظار السكان المحليين إلى الروس الذين تلقوا لقاحات حمتهم من المرض فأخذوا، مذ ذاك، يبدون ميلاً إليهم ويقبلون بتلقي العناية الطبية من يدهم. لهذا استقبلوا الكاهن يوحنا بوقار كبير. أما هو فقد درس لغتهم وأخلاقهم وأخذ يقيم الخدم الإلهية على ارضهم. وهم عاينوا وسألوا عن الحياة بعد الموت واستجابوا لندائه. اهتم قديسنا ببناء الكنيسة التي أصبحت فيما بعد كاتدرائيته في سيتكا. كما اهتم ببعض الترجمات وتدوين مفكره الرحلة. وقد أعطى وقتاً لبعض الأشغال الحرفية كصناعة الأثاث وأعمال الميكانيك والآلات الموسيقية. لم تكن هذه الأشغال لتمضية الوقت أو من قبيل الهواية الشخصية بالنسبة للقديس بل مداً ليد المساعدة للسكان المحليين لتعليمهم حرفاً يعتاشون منها بكرامة. كذلك من اهتمامات الكاهن يوحنا كان إنشاء المدارس وأن يمد التلامذة بالكتب المدرسية باللغتين الروسية والتلانغيتية التي يضعها هو بنفسه.
وإذ اتسع نطاق العمل الرسولي الذي باشره قديس الله بانت الحاجة متزايدة لكهنة جدد وكنائس ومدارس في أماكن مختلفة من الأرخبيل. لهذا قام بزيارة الروسيا سنة 1838. عمله وملاحظاته أثار اهتمام المجمع المقدس والعامة في آن. رفع إلى درجة متقدم في الكهنة وقرر المجمع دعم الإرسالية. أثناء ذلك تلقى خبر وفاة زوجته فأخذت الكنيسة على عاتقها أمر الاهتمام بتعليم أولاده الستة فيما جعلته أسقفاً على كامتشتكا وآلاسكا باسم إينوكنديوس.
لدى عودة قديس الله إلى سيتكا، بعد غياب ثلاث سنوات برفقة مساعدين حاملاً معه عطايا جزيلة، باشر، دونما تأخير، ببناء الكنائس بادئاً بجزيرة كودياك التي سبق أن تقدست بقدوم القديس جرمانوس إليها. وعلى مدى ثلاث سنوات قطع إينوكنديوس خمسة آلاف كلم عبر السهول الجليدية، أحياناً غير المعبورة قبلاً في كامتشتكا، شمالي سيبيريا. شخص واحد رافقه في عربة تجرها الكلاب. وأحياناً كانت الرحلة على الأقدام. ما عانياه لا يتصور. فقط بنعمة الله وحرارة الإيمان كان الأمر ممكناً. وقد اختلط بالسكان المحليين حيثما حل ونظم الكنائس والمدارس. سنة 1850 أعطي لقب رئيس أساقفة وضمت إليه مقاطعة ياكوتسك. تعلم لهجة الناس فيها وتابع سيره حتى إلى قلب الصحراء السيبيرية. ولما قرأ الإنجيل في القداس الإلهي باللغة الياكوتية سرت الغبطة في نفوس السكان لدرجة أنهم طلبوا أن يُؤذن لهم باعتبار هذا اليوم عيداً يُضم إلى الروزنامة الكنسية. حميته الرسولية دفعته إلى زيارة المناطق الأكثر نأياً في سيبيريا.
سنة 1857 حضر المجمع المقدس في بطرسبرح وعُيِّن أسقفان يعاونانه في عمله، أحدهما لياكوتسك والآخر لسيتكا.
ولعشر سنوات، بعد ذلك، أعطي القديس إينوكنديوس الكنيسة الروسية دفعاً جديداً فنظم المدارس والمؤسسات الخيرية والجمعية الروسية للإرساليات. أخيراً أصابه العمى الكامل ولم يشأ القيصر الروسي أن يسمح له بالاستقالة. وهكذا بقي زماناً يقوم بدور فعلي في إدارة شؤون الكنيسة الروسية. وكان يؤدي الخدم الإلهية متكلاً على ذاكرته. بقي كذلك إلى أن رقد في الرب سنة 1879م قبل لحظات من
المباشرة بالاحتفال بعيد الفصح المجيد
احد الفصح المجيد
من هو يسوع
الأسبوع العظيم من الصوم الأربعيني المقدس
Δεν υπάρχουν σχόλια:
Δημοσίευση σχολίου